حلقتين ١٧/١٨
الحلقة السابعة عشر
ليست خطيئتى
………………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الدنيا وأحوالها كلها حلم كاذب: الحب، والمال، والصحة والسعادة والمجد، والناس، لا يخلد شيء من ذلك ولا يبقى فكلها زائلة يوماً ما
وهذا انطبق على إبطال الرواية أدهم وأيمن
حيث فى الوقت الذى كان يزداد به ادهم نجاحا ، وقد من الله عليه من الخيرات الكثير .
كان ايمن قد سخط الله عليه بسبب إصراره على المعصية .
فخسر كل شىء .
وسبحان من له الدوام ، القائل فى كتابه العزيز …..(يعز من يشاء ويذل من يشاء ، بيده الخير ،وهو على كل شيء قدير )
فبعد أن كان ادهم ذليلا ..اعزه الله.
وبعد ان كان ايمن عزيزا، اذله الله بسوء عمله.
حيث تدهورت حالته المادية ايمن بسبب غفلته .وانغماسه فى كل ما يغضب الله .
ومصاحبة شياطين الانس والجن الذين قضوا على الاخضر واليابس فى املاكه ..
حتى تمادى الامر انه رهن الفيلا والمصنع لاحد اصحابه..
.مقابل أن يمده بمزيد من المال .
.على وعد من السداد قريبا .
وان لم يستطع السداد فى الوقت المحدد..فسوف يضطر لبيع المصنع والفيلا .
لسداد اموال صديقه.
.وسبحان الله فأى هوان هذا وصل اليه ذلك .
الضائع وهذا ما توقعه والده الحاج ناجى…فهو يتحقق فى الواقع على يده ايمن للاسف .
……………..
وسرعان ما تناقل الخبر الى أدهم ..فحزن حزنا شديدا…….وردد ….لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه بس كده يا ايمن .
ده تعب ومجهود الحاج ناجى سنين طويلة .
حرام والله يضيع كده بالساهل على ايد ابنه ايمن .
لذا قرر ان يشترى المصنع والفيلا حتى لا يشتريهم شخص اخر غريب .
فهو يريد ان يكمل مسيرة الحاج ناجى..فهو يعتبره اباه حقا .
ولكن ادهم..ليس معه المال الكافى للشراء..فاضطر الى بيع المحل.
ثم اخذ قرض من البنك ليستطيع شراء المصنع والفيلا .
وفعلا لم يستطيع ايمن سد الدين وتم عرض المصنع والفيلا للبيع ..
وحالف الحظ ايمن ان الثمن لم يكن مبالغ فيه .
وكان ايمن قد وكل محامى ليدير عملية البيع .
وأخفى عليه المحامى أن الذى سيبتاع هو ادهم ، لانه يعلم جيدا أن الأمور بينهم ليست على ما يرام .
ولكى لا يوقف البيع .
وهو فى شدة الحاجة للمال ، كى لا يسجن .
ولكنه بعد فترة من الوقت علم أنه هو ولم يبالي المهم أنه حصل على المال .
فأعطى جزء لصاحبه والآخر أيضا قام بصرفه على ملذات الدنيا .
حتى انهاه عن اكمله .
وهنا بعد عنه كل الاصدقاء وتخلى عنه الجميع .
وأصبح وحيدا ، ليس حتى لديه ما يكفى جوعه للأسف .
..و وبالفعل حصل ادم على الفيلا والمصنع …
فأى خير هذا ..ساقه الله اليه ؟
فحمد وشكر الله كثيرا على نعمه عليه .
.كما فرح العمال جدا ان ادهم هو من قام بشراء المصنع .
لانهم يحبونه من الاصل لطيبته وكرم اخلاقه .وتعانوا معه على جعل المصنع افضل مما كان .
وفعلا…مع الوقت ..زاد الانتاج واشتهر صيت ادهم وسط المجتمع ..وبفضل الله تم سداد القرض .
وأصبح ادهم فى فترة قصيرة ،من اشهر رجال الأعمال .
وتمنى الجميع مصاحبته بعد أن كان غير مرغوبا به .
………
وفى أحد الأيام ”
خرج ادهم من بيته وتوجه نحو سيارته ليبدء طريقه نحو عمله الذى اثقل عليه فى الأونة الأخيرة بعد أن فتح الله عليه من واسع كرمه .
فسار بالسيارة حتى وقف عند إشارة المرور وأخذ يقضى هذه اللحظات بالاستغفار ( استغفر الله ، استغفر الله ).
ليتفاجىء بمن يطرق زجاج السيارة .
ففتح ادهم الزجاج فوجده سائل يطلب إحسانا ليأكل ، بعد أن أضمى الجوع معدته .
فرق قلب ادهم له ، وأخرج من محفظته ورقة بفئة مئتين جنيه .
ثم ناولها له .
لتلتقى عينيه به ، فتجمدت أطراف ادهم عندما عرف من هو ودمعت عيناه .
وإذ به يفتح باب السيارة مترجلا منها ليمسك بيده ، بين اندهاش الآخر من صنيعه تلك ولما يفعل هذا به ، رغم ما فعله هو معه .
هل تعلمون من هو ؟
إنه أيمن بيه …..ياه على حال الدنيا .
من رجل يتمتع بكل متاع الدنيا..لرجل يتسول من اجل لقيمات يشبع بها جوعه .
ولكن ابن الكرم والجود ادهم..لم يشمت فيه او نظر اليه نظرة احتقار او سبه ولكن نزل من سيارته.
..ومسحه على راسه بحنو .
.فنظر ايمن اليه وبكى بكاء شديدا.
. وكأنه يقول له ..هذا ما جنيته ..وما فعلته فى حقك.فانتقم الله لك .
ثم أجلسه..ادهم..فى العربية..
وسار به إلى الى شقته التى اهداه اليه الحاج ناجى.
..فهو مازال فيها ولم ينتقل الى الفيلا .
حيث ..لم تستطع نفسه ان تعيش بها بعد ان كانت مقرا للحاج ناجى وابنه ايمن .
…ادخل أدهم..ايمن الحمام.
.فقد كان متسخا جدا وذقنه طويلة ..فيبدوا انه قضى اياما طويلة فى الشارع ..
واحضر له أدهم ملابس جديدة..وحلق له ذقنه بيده.
.وامره بالاغتسال بعدها.
وهذا كله الثانى ينفذ بدون ان ينطق اى كلمة .
فهو يشعر انه مدين له بالاعتذار.
حتى انه لا يقدر ان يرفع عينه فى عينيه ..
وادهم يشعر بذلك .
..فلكى يخفف عنه من وطأة الشعور بالخزى..يربت على كتفه ليشعره بالحنان .
اغتسل ايمن..وارتدى ملابسه الجديدة، وخرج.فانكب على يدى أدهم..يقبلها ..فسحب أدهم.يده..سريعا ……وقال حاش لله .
ايمن..بحزن…..انت ليه عملت معايا كده؟
وانا عارف انى مستهلش وياما آذيتك .
أدهم.بإبتسامة… عشان دى وصية والدك الله يرحمه وعشان انا مريت بنفس ظروفك دى كتير انا ومجدى.وحاسس بيك ..
فمقدرتش اشوفك كده ..وكان لازم.أساعدك .
أيمن باندهاش ……يعنى انت مسامحنى على كل اللى عملته فيك .
أدهم….ايوه طبعا ….وقال .ارحموا عزيز قوم ذل ..والعزة لله .
ايمن.اخيرا..يبتسم ويقول ….الحمدلله..انا عشت ايام صعبة .
وفكرت كتير اجيلك عشان تسامحنى بس خفت من رد فعلك..
.وانا مستعد دلوقتى أكون خدام ليك .
فارجوك..شغلنى عندك اى حاجة.
.وشوفلى اى مكان ابات فيه.
…انا تعبت من النوم على الارصفة.
..واوعدك.اكون انسان كويس انا خلاص عرفت ان الله حق.
وتوبت عن كل اللىى عملته فى حياتى..
ثم بكى أيمن .طويلا .
ولم يتمالك أدهم..هو نفسه ايضا من البكاء ..فرحا بتوبة ايمن وشفقة عليه مما فعلت به الدنيا بسبب أفعاله .
فقام ادهم وأمسك بيديه قائلا ……يلا يا ايمن بينا ..
ايمن..باستغراب على فين ان شاءالله ؟؟
أدهم…….على المكان اللى هتبات فيه عشان تستريح .
.ومن بكرة ان شاءالله هتيجى تشتغل معانا فى المصنع .
تهلل ايمن من الفرح….وقال …. انا مش عارف اشكرك ازاى؟
أدهم…..تشكرنى بأننا نفتح صفحة جديدة مع بعض وننسى اللى فات كله وتبقى قد المسئولية .
ايمن… ..اكيد..يا أدهم..
ثم ألقى بنفسه فى حضن ادهم من فرط سعادته
.واحس ادهم..بالسعادة..لانه اخيرا استطاع ان ينفذ وصية الحاج ناجى.
.الراجل الطيب اللى وقف جمبه لغاية ما بقا ادهم بيه .
ركب ادهم العربية ومعاه ايمن… وفى الطريق..يسئله ايمن …هنروح فين ؟
..أدهم..هنتعرف دلوقتى.
ايمن باندهاش ..بس ده طريق الفيلا.!
..أدهم..بابتسامة…..ايوه.
ايمن بأستغراب ولكنه صمت ومنتظر ما سيحدث بعد ذلك .
وفعلا وصلوا للفيلا..
وهنا نظر أيمن لها وشرد فى ذكرياته بها..
وكيف كان عزيزا ، ذو شأن وسلطة وجاه ومال .
أما الآن فهو وحيد وفقير ولا يملك شىء .
فطأطأ راسه خجلا من المقارنة بين حاله الأسبق وما هو عليه الآن .
وظن ايمن أن ادهم سيسكنه تلك الغرفة التى كانت فى الحديقة ، الذى سكن فيها ادهم من قبل .
وهم أن يدخلها وهو يشكر الله ، لأنها افضل من الشارع بكثير .
ولكن سرعان ما امسك يده ادهم ونظر له فى عينيه قائلا بثقة…
حاش لله اتفضل يا ايمن بيه .
مكانك فوق زى ما كنت بالظبط.
..واشار له أدهم.على الفيلا .
لم يصدق ايمن نفسه ، واخذ ينظر الى ادهم بعدم تصديق قائلا ….. .معقولة هتخلينى ارجع لمكانى تانى اللى عشت واتربيت فيه.
وبعد كمان اللى حصل منى .
أدهم..يبتسم ويقول……ده حقك على فكرة .
وكمان من جمايل وعمايل والدك معايا الله يرحمه..
.وهكتبها باسمك كمان ايه رئيك .
تهلل وجه ايمن بالفرح…واخده بالحضن..
وقال له وهو يبكى ……تسمحلى اكون اخوك.
.ومنتفرقش من بعض .
واكون زى مجدى.بالنسبالك ..واوعدك اكون عند حسن ظنك .
ادهم..بفرحة.اكيد..دى دعوة الحاج…والحمدلله استجابت .
الف حمد وشكر ليك يارب .
ادهم……يلا هسيبك.تستريح دلوقتى .
وحط ايده فى جيبه وطلع فلوس وعطاله….
ادهم..بحنية..اكيد جعان..فاطلب دلفيرى.
وان شاءالله اشوفك على خير بكرة الصبح.
..واحنا شغلنا بدرى.فى المصنع.
.اوعى تتأخر.
ايمن..بشغف…ان شاءالله هتلاقينى اول واحد قدام المصنع .
وسابه..ادهم…ووقف ايمن ينظر الى جميع ركنات الفيلا ويستذكر طفولته .وهو يلعب هنا وهنالك.
..ثم يتذكر موت امه فجاة وهو مازال صغيرا يحتاجها.
.فبكى .
وتذكر..ان والداه..تركه للخدم يقومون برعايته وهو انشغل بالمصنع.
.وكان السبيل الوحيد للتعويض من جانب والده هو اغداقه بكثير من المال وارضاء جميع مطالبه ..
.حتى اتعود انه ينال كل مايريد.
..بدون منازع.
.والدلال الزائد فسده..واخرجه راجل لا يتحمل المسئولية.
ثم دخل لغرفة والده ..الحاج ناجى.
وبكى وطلب له الرحمة
..ثم هتف قائلا…سامحنى يا بابا..وانا خلاص اتغيرت وهكون زى ما كنت بتتمنى وهشتغل وهعتمد على نفسى وهكون راجل بجد زى ما كنت بتتمنى واكتر..
..ومن كتر البكاء. ..نام ايمن نوم عميق..حرم منه منذ فترة كبيرة…
عاد..ادهم..للبيت. فوجد مجدى فى انتظاره..
مجدى .بقلق..اتأخرت ليه كده انا قلقت عليك جداا .
ادهم بابتسامة..اقعد يا مجدى انا هحكيلك حاجة مش هتصدقها .
وبدء أدهم يحكى ايه اللى حصله مع ايمن .
.ومجدى مش مصدق ..اللى وصل ليه ايمن.
للدرجاتى.
..وشكر صنيع ادهم..معاه ولكن.
ادهم …ايه مالك ما كنت حلو من شوية ؟
وبتقول كويس وخير وكده .
مجدى …عارف ..بس خايف يا أدهم لما ترجعه المصنع.
يرجع لاساليب زمان تانى ويعمل حاجة ويخسرنا.
واحنا مصدقنا ..نقف على رجلينا وبقه لينا صيت كويس بين رجال الاعمال .
ادهم……لا مظنش انا حسيت فعلا بندمه.
وانه هيكون كويس معانا فعلا وهيشتغل..
مجدى..بس يا اخويا .
..المثل بيقلك حرص ولا تخون برده .
ادهم….. اكيد هحطه تحت النظر وهنجرب وان شاءالله يكون زى ماقال عند حسن ظنى .
مجدى….. ياريت والله عشان حتى خاطر ابوه الحاج..الف رحمة ونور عليه .
مجدى…بمداعبة……..وانت عامل ايه يا روميو..مع ست الحاجة جولييت.
ادهم بضحك …بقه كده…يا مجدى بكرة اضحك عليك برده لما تقع انت كمان .
مجدى..لا يا عمنا ..انا مليش فى وجع القلب ده .
…انا هدخل فى طريق مستقيم على طول…حتى كنت هقولك..على حاجة هتفرحك.
قول يا عم بسرعة نفسى افرح من قلبى بعد سنين الهم والحزن دى كلها .
مجدى……. قول انت الاول عامل ايه مع سارة وبعدين هحكيلك .
ادهم. بنظرة شاردة.وهائمة…. ..سارة ..متصورش انا بحبها قد ايه يا مجدى.
….وبرده خايف من الحب ده بس للاسف مش بإيدى خلاص وقعت فيها ومش قادر استغنى عنها ابدا .
ولازم اكلمها كل يوم واشوفها كل فترة .
مجدى……طيب واخرة الحب ايه يا صاحبى .
مفكرتش فى كده ؟
أدهم بتلقائية ….الجواز طبعا.
..هى خالص حاليا. .بتمتحن اخر ترم.
..ووعدتها انى هروح اطلبها من باباها .
بعد ما تخلص بس قلقان جدا..من المقابله .
وخايف من رد فعل ووالدها لما يعرف ظروفى ومش عارف سعتها لو رفض هعمل ايه ؟
مجدى..بقلق…..يا سيدى متسبقش الاحداث.
وخير ان شاءالله..انت دلوقتى بقيت بفضل الله ادهم بيه صاحب مصنع الملابس .
.ورصيد فى البنك .فاى حد يتمناك .
ادهم….تفتكر يا مجدى!
بس ظروف نشأتنا حاسس انها هتأثر برده .
مجدى…ان شاءالله خير…قول يارب .
أدهم…يارب .
ادهم..بترقب ….وانت يلا احكيلى وفرحنى كنت عايز تقولى ايه يا خلبوص انت .
ما انا عارف كويس ، تحت الساهى دواهى .
مجدى بسعادة……انا قررت …..؟؟؟؟؟؟؟؟
……..
يا ترى قرر ايه مجدى ؟
ويا ترى هتكون مقابلة ادهم لوالد سارة ايه ؟
هيرحب بيه عشان رجل اعمال وغنى ؟
ولا هيرفضه عشان ظروف نشأته ؟
هذا ما يتعلمه فى الحلقة القادمة.
بإذن الله .
أترككم فى رعاية الله وحفظه.
…….
أم فاطمة
الحلقة الثامنة عشر
ليست خطيئتى
………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سبحان من أعطى بعد حرمان طويل ..فإنه اذا اردا شيئا ان يقول له كن فيكون .
وليس هناك شىء اجمل من الحب ، ولكن الاجمل ان يطوق بالحلال الطيب .
مجدى بابتسامة مشرقة….ليك عندى مفاجأة هتفرحك اوى .
أدهم..بترقب..يلا بقى يا مجدى شوقتنى، قول يا سيدى واشجينى.
مجدى..بحرج…انا خلاص قررت أدخل قفص الزوجية بإردتى وكامل قوايا العقلية .
ادهم..بفرح…….بجد والله ده أسعد خبر سمعته فى حياتى…
الف مبروك مقدما يا صاحبى..بجد فرحتك اوووى ومين صاحبة السعادة دى ..اللى هتاخد اعز صديق واحن اخ منى…
وعرفتها امتى يا واد ؟
ده انت طلعت نمس هو وتقولي ..مليش فى الحجات دى .
وانت اتاريك داهية وغرقان كمان لشوشتك .
مجدى..بضحك…… انا فعلا مليش فى المقدمات..والهمسات . واللمسات دى .
انا بحب أدخل على التطبيق على طوول ..
ادهم بضحك ..يا جامد يا صاحبى انت.
..بس قولى عرفتها فين؟
ثم تبدلت ملامحه للحزن وقال وهى عارفة بظروفنا واهلها موافقين ؟
مجدى……هو انا لسه هدخل فى تجربة واستنى يوفقوا ولا ميوفقوش .
لا يا صاحبى انا مش رومانسى زيك ، انا جد وفاهم ظروفنا كويس ومش حاطط فى قاموسى الاحتمالات دى .
عشان كده اانا اخترت اللى تشبهنا فى ظروفنا ونشأتنا.
..بدل ما أختار بنت ناس أدخل معاها فى توهان ، واهلها يرفضوا أو يوفقوا .
طأطأ ادهم رأسه بإنكسار وتبدلت ملامح وجهه المرتخية لقلق وحزن .
وشعر مجدى ..انه تمادى فى الكلام وأحرج أدهم ولم يهتم لأحساسه .
فظهر على وجه ادهم الحزن والقلق من عاقبة خطوة الاقدام على خطوبة سارة .
فتراجع مجدى بقوله نادما ‘
مجدى……انا آسف يا أدهم..مكنش قصدى والله.
انت عارف اخوك مدب ،وميعرفش يعبر كويس .
أدهم…..يربت على كتف مجدى..ولا يهمك انت على حق وعارف انك متقصدش .
وحاول يغير مجرى الكلام وقال..نفس ظروفنا ازاى؟؟
قصدك يعنى … .كانت متربية فى دار آيتام زينا وعرفتها ازاى ؟؟
مجدى……..اه ..انت عارف ان دار البنات غير دار الاولاد
دار الاولاد بيخرجوهم لما يكبروا عشان يشتغلوا ويعتمدوا على نفسهم .
..اما البنات فلله الحمد مش بيخرجوهم الا على بيوت ازواجهم وده نعمة وستر ليهم عشان ميتبهدلوش زينا.
فأنا رحت الدار.. وقابلت المديرة بتاعتهم وقلتلها عايز اتجوز من الدار.
ففرحت اوى وراحت مفرجانى على صور مجموعة من البنات حتى لا يتعرضوا للاحراج لو شفتهم مباشرة..
ومن الصور..اخترت بنت حسيت ان ملامحها مش غريبة عليه كأنى اعرفها من زمان وارتحت ليها وطلبت مقابلتها .
ولما شوفتها قلبى قال هى دى..والحمد لله حصل قبول بينى وبينها ومنتظرك تيجى معايا المرة الجاية .
..عشان اقدم لها شبكة وتتكلم مع المديرة فى اجراءات خروجها من الدار لما نحدد ميعاد كتب الكتاب والزفاف .
أدهم.بسعادة…….قام وحضن مجدى. .وبركله مقدما بالزواج والسعادة ..
وانه هيجى معاه اكيد ان شاءالله ، قائلا له بحب وفرح …..
ده يوم المنى بالنسبالى يا اخويا وصاحبى.
وفى اليوم التالى..ذهب أدهم بنفسه واشترى شبكة قيمة لعروس مجدى عشان يعملها مفأجاة ليه لفرط سعادته لصديق عمره مجدى.
…وفعلا أشترى الشبكة، وذهب معاه الزيارة وشاف البنت كانت على خلق ولبس محتشم وجميل واسمها هو كرمة..
وبعد الاتفاق وقرءاة الفاتحة.مع مديرة الدار …اخرج..أدهم الشبكة..
أدهم..بفرح..ظاهر فى عينيه..يلا يا عريس لبس عروستك الشبكة.
مجدى.بتفاجىء…ياه ده كتير.والله.ربنا ميحرمنى منك يا أجمل اخ…
وعقبال متلبس عروستك شبكتها
هنا سرح أدهم فى سارة وابتسم وقال يارب .
…ولبس مجدى كرمة..الشبكة وسط زغاريد البنات والتبريكات والدعاء لهم بالسعادة .
وتم الاتفاق على موعد كتب الكتاب والزفاف معا واجراءات خروجها من الدار ، فى موعد آقصاه شهر .
لأن العروس لن تتكلف بإى شىء .
.ومجدى هو من سيقوم بتجهيز شقته من كل شىء..حتى ملابس العروسة …
لانه يعلم ويشعر بحالها ويريد ان يكرمها.
.وكانت البنت فى سعادة لا توصف أن اكرمها الله برجل ذو خلق ودين مثل مجدى .
…………
والشىء الذى لا يصدقه عقل .
…..فى المصنع…كان ايمن يقف مع العمال يده بيدهم وكانوا مستغربين منه فى بادىء الامر وعلى خيفة ان يكون يخادعهم.
.ولكن مع الوقت تأكدوا بصفاء نيته وتوبته حقا ويشاركهم ابسط الطعام ويمازحهم..فدخل فى قلوبهم جميعا ..
وكان أدهم سعيد بأيمن كثيرا.
.وعمل على التقرب منه يوما بعد يوم بعد تجربته فى مواقف كثيرة فى العمل أثبت فيهم براعته وأمانته وسبحان الهادى وأصبح ايمن ومجدى وأدهم..ثلاثة اخوة لا يتفارقون ابدا ..
حتى ان مجدى عزمه على حفل زفافه البسيط فى الدار .
.فوافق ورحب جدااا وكان على موعد هو كمان مع السعادة .
أما ..سارة..قد انهيت امتحانها فى الكلية ..
وفى اخر يوم تقابلت مع أدهم ..فهما لم يتقابلا كثيرا حفاظا وخوفا عليها..كما وعدها ادهم ..
ادهم..بشوق الى اللقاء..كان ينتظرها امام بوابة الكلية بسيارته وما أن لمحته ..حتى طارت اليه بقلبها المشتاق لمعانقة قلب أدهم.
فتهلل وجه أدهم رؤيتها وكأنها يراها فى كل مرة كأنها اول مرة .
.نفس الاحساسيس المرهفة ونبضات القلب السريعة.
..وارتجاف الجسد وهمس العينين قبل همس الكلمات .
..ما أحلى الحب عندما تجد فعلا نصفك الاخر الذى يشاركك حياتك كلها بحلوها ومرها ويعينك ويشجعك ولا ينقص من قدرك ابدا ويشمل هذا كله
ويجمله ان يعينك على طاعة الله ويأخذ بيدك الى جنته فهذا نعم الزوج والزوجة .
….جلست سارة بجانبه فى السيارة..وتلاقت اعينهما بحب وشوق ..
ادهم…….وحششششششتينى…اووووووى يا سارة .
سارة…بدلع …لو كنت وحشتك بجد مكنتش أتاخرت عليه كل ده مشوفكش الفترة اللى عدت دى كلها ..
.حتى الموبيل …كان يدوبك كلمتين وخلاص كده كأنك بتأدى واجب.
أدهم….معلش غصب عنى….لو عليه عايز أشوفك كل ثانية. وانتى حتى بتوحشينى وانتى معايا .
.بس كان لازم نعمل كده عشان نتحكم فى مشاعرنا شوية …
وانتى السبب يا جميل.
سارة..بدهشة. ..يعنى ايه انا السبب يعنى…؟
أدهم..بابتسامة …عشان انتى زى القمر .
…وردة اتفتحت فى بستان حياتى .
..وكل ما بشوف وردتى ببقى عايز اضمها واشم ريحتها……والمسها .
..فخوفت …من نفسى عليكى.
فقللت خروجنا مع بعض .
سارة ..بخجل…انا بحبكككككك اوى يا ادهم وبعشق خوفك عليه ده .
..واخلاقك العليا…وحاسه ان ربنا عوضنى لما رزقنى بيك.
أدهم..وبعدين.كده هنسى اقولك حاجة مهمة ..
سارة بترقب….ايه خير؟
ادهم…….انا عزمك على فرح مجدى وكرمة يوم الخميس فى دار ايتام الفتيات.
..هو حفل بسيط عشان يفرح زمايلها .
.وبعدين هيخدها ويسافر شرم يقضوا شهر العسل .
هو مش شهر يعنى هو اسبوع ..انا مقدرش يبعد عنى فى الشغل اكتر من كده .
ثم تابع ادهم
ادهم..بنظرة حب…عقبلنا كده ان شاءالله يا قلب ادهم.
سارة.بخجل ….يارب يا أدهم..وادينى خلصت امتحانات ..هتيجى امتى تكلم بابا ؟؟
أدهم.بقلق من رد فعل والداها …..اه هاجى ان شاءالله بعد مايجى مجدى من شرم .
وكأن عايز مجدى يكون موجود عشان لو حصل شىء يسانده ويكون خير معين له كعادته .
سارة……هنتظر اليوم ده بفارغ الصبر يا حبيبى.
…………..
…….ويأتى يوم الفرح …وقد تجهزت العروس كرمة.
.وسط فرحة زميلتها ودعواتها لهم ان يحصلوها قريبا ان شاءالله .
…وجاء العريس ..ومعه المأذون ..وحضر ادهم الذى كانت بصحبته سارة..التى خطفت الانظار برقتها وشياكتها وجمالها ..
.وحضر ايضا ايمن .الذى يظهر فعلا على وجه الفرحة من اجل مجدى .
وكان ادهم وايمن هما الشاهدين على العقد ….وتم العقد ..
وسط زغاريد البنات وفرحتهم بزواج اخت منهم عزيزة وجميلة مثل كرمة .
..فكانت ذات خلق ودين ..وكان من اقرب البنات الى قلب كرمة زميلة ليها اسمها منى.
..التى كانت تنظر اليها بحب والدموع فى عينيها لانها ستفارقها الى بيت زوجها .
.وكانت كرمة تشعر بما تشعر به منى من الم الفراق فاخدتها فى حضنها مع وعد بالزيارة ديما والدعاء لها بالزوج الصالح قريبا …
..من كان يشاهد هذا الموقف الجميل من اختان تحابا فى الله ….ايمن.
…الذى حرم طويلا من مشاعر الحب والصداقة الحقيقية .
..فاعجبته كثيرا منى ولم يخفض بصره عنها طوال الحفل البسيط ..حتى انها احست به ..فكلما كان ينظر اليها ..تحمر وجنتاها خجلا .
.وتخفض من راسها ..وهذا جعل ايمن يعجب بيها اكتر لحيائها فهو لم يتعود الا على السافرات .
اللاتى لا يتمتعن بأى صفة من الاخلاق الطيبة والحياء.
…..وبدء الحفل البسيط على اغانى بسيطة ليدخلوا البهجة على قلب مجدى وكرمة.
.وعلى موسيقى هادئة.رقص مجدى وكرمة.وهو يضمها الى قلبه ويهمس فى اذنيها بكلمات .تحمر وجنتيها خجلا…
فنظر..ادهم.الى سارة..بشوق ورغبة..فكم يتمنى ان يضمها ولا تفارق عينيه ولا قلبه لحظة.
اما سارة……فلم تكن تنظر لادهم…،،، فقد آكلت الغيرة قلبها .لان اغلب البنات يأكلون ادهم بعينهم..حتى سمعت احداهما تهمس..لاخرى
ايه الشاب الموزز ده ياخواتى .
.ولا البدله ال لبسها هتاكل منه حتة.
..اه لو ياخد باله منى بس …وربنا يكرمنى كده واحصل كرمة…
…هنا لم تستحمل سارة اكتر من ذلك بل وقامت وجذبت أدهم من يده ..بصوت تأكله الغيرة…..قوم نرقص بقولك.
.وادهم ينظر اليها بعين الحب تارة والخجل تارة اخرى ..
.واوشك ان يقول لها مقدرش ميصحش. …لكن لم تعطه فرصة للرفض .
.وهى فعلت ذلك بدون وعى.ولكن لتوصل فكرة للبنات..ان ادهم بتاعى انا وحبيبى انا حتى شوفوا .
….وفعلا رقصوا الاثنان ولكن حاول الابتعاد بجسده باقصى ما يستطيع.
..نعم الشوق والرغبة تملكه ولكن كعادته…لا يستطيع ان يفعل شىء ليس من حقه ..
…وسارة كانت مش مركزة معاه . ومرتحتش غير لما سمعت البنت وهى بتقول. ايه ده شكله مرتبط.خسارة…
ولما البنت شعرت ان سارة بتبصلها ..اكسفت ومقدرتش تبص لادهم تانى.
..فابتسمت سارة ابتسامة الانتصار اخيرا، وبدئت تنظر لأدهم ..فوجدته يصب عرقا ..خجلا .
سارة……مالك يا حبيبى..
أدهم..مفيش بس يلا كفاية كده.
..الوقت أتاخر عشان اوصلك.
..وارجع..اروح مجدى وكرمة بيتهم ..
..وفعلا انسحبوا من الحفل وشاور لمجدى انه راجع تانى …
وصل أدهم سارة. …تصبحى على خير اميرتى ..أشوفك على خير يا عيونى.
سارة ……وانت من اهل الخير .
ولما توصل العرسان وتروح كلمنى عشان اطمن عليك .
ادهم ….من عيونى .
خلى بالك من نفسك .
سلام .
…………
ورجع..ادهم تانى للحفل …عشان يوصل كرمة ومجدى..
فوجد أيمن فى انتظاره ..
…ووجده يقول
ممكن يا أدهم طلب …؟
……..
يا ترى ايمن عايز ايه من ادهم ؟
وايه هو الطلب ده ؟
وليه لسه ادهم قلقان من مقابلة والد سارة ؟
يا ترى قلبه هيطمن ولا ايه ؟
وللحكاية بقية ، فكونوا بالقرب .
نختم بدعاء جميل
(اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا
……
شيماء سعيد